فحص جرثومة المعدة: ما طريقة إجراؤه؟ ما هي العينات المطلوبة لإجراء الفحص؟ كيف يمكن قراءة نتائجه؟

فحص جرثومة المعدة هو أحد الفحوصات الطبية المخبرية التي تُجرى للكشف عن الإصابة بجرثومة المعدة، من خلال عدة أنواع بعينات مختلفة؛ فحص جرثومة المعدة بالدم، وفحص جرثومة المعدة بالبراز أو فحص مستضد جرثومة المعدة بالبراز، وفحص زفير اليوريا، ومنها ما يعطي نتيجة نوعية (إيجابي أو سلبي) أو نتيجة كمية (رقمية).

قرحة المعدة تنجُم عن تضرر غشاء المعدة المخاطي، أو زيادة أحماض المعدة -البيبسين وحمض الهيدروكلوريك- الضرورية في عملية هضم الطعام، وتُعد معرفة وتشخيص السبب المؤدي لقرحة المعدة أمران مهمان لتحديد آلية العلاج، فهناك العديد من العوامل المُسببة لقرحة المعدة كالتدخين، وأدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والعدوى بالبكتيريا الملوية البوابية المعروفة بجرثومة المعدة (Helicobacter Pylori[1] والتي تُعد أحد أكثر الأسباب المؤدية للإصابة بالقرحة الهضمية، والتي يمكن الكشف عنها من خلال إجراء فحص جرثومة المعدة غير الجراحي بواسطة إمّا عينة الدم، أو البراز، أو النَفَس (زفير) المريض،[2] فما هو فحص جرثومة المعدة؟

ما هو فحص جرثومة المعدة؟

فحص جرثومة المعدة هو أحد الفحوصات المخبرية التشخيصية غير الجراحية التي تكشف عن عدوى جرثومة المعدة المعروفة بالجرثومة الحلزونية، ويتضمن عدة طرق؛ فحص جرثومة المعدة بالدم الذي يكشف عن وجود الأجسام المضادة للجلوبين المناعي G الموجود في الدم ضد جرثومة المعدة، وفحص مستضد جرثومة المعدة بالبراز (Stool antigen test)، وفحص الزفير باليوريا (Urea breath)، إلا أنّ فحوصات الدم النوعية لجرثومة المعدة تستمر بإعطاء نتائج إيجابية خاطئة لمدة تتراوح من 6 إلى 12 شهرًا حتى بعد علاج المريض والتخلص من الجرثومة، لذا فهي عادةً لا تُستخدم لتقييم حالة المريض بعد العلاج، ويُفضّل دائمًا في حالات التشخيص الأولي لعدوى جرثومة المعدة إجراء فحص جرثومة المعدة بالبراز أو فحص الزفير باليوريا.[3][4]

فحص جرثومة المعدة بالدم

يكشف فحص جرثومة المعدة بالدم عن وجود الأجسام المضادة من نوع IgG الخاصة بجرثومة المعدة ( IgG anti-H.pylori antibody)، والأجسام المضادة (IgM) من نوع (IgM anti-H.pylori antibody)، وهو فحص غير مُكلف نوعًا ما، ويُستخدم على نطاقٍٍ واسع للكشف عن هذه العدوى، إذ يرتفع مستوى الأجسام المضادة من نوع (G) (IgG) بعد شهرين من الإصابة بعدوى جرثومة المعدة، في المقابل فإنّ مستوياتها تنخفض تدريجيًا بعد 3 إلى 4 أسابيع من العلاج وتبقى قابلة للكشف لأكثر من عام، أمّا الأجسام المضادة من نوع M (IgM) فإنّها ترتفع في الدم بعد الإصابة بعدوى جرثومة المعدة بـما يُقارب 3 إلى 4 أسابيع، وتصبح مستوياتها غير قابلة للكشف بعد مرور 2 إلى 3 أشهر من العلاج.[5][6]


يتوفر أيضًا نوع من الفحوصات المصلية للأجسام المضادة IgG وتُعرف بـ (Point-of-care test)، أو الاختبارات المصلية السريعة، وقد تظهر نتيجة الفحص عند استخدامه في غضون 4 دقائق، وهناك أنواع أُخرى تظهر نتيجتها بعد مرور 10 دقائق، ويوفر هذا النوع من الفحوصات نتائج نوعية؛ أيّ أن النتيجة الإيجابية تشير إلى العدوى والنتيجة السلبية تشير إلى عدم وجود جرثومة المعدة.[7][8]

فحص مستضد جرثومة المعدة في البراز

يكشف فحص مستضد جرثومة المعدة بالبراز عن وجود مستضدات جرثومة المعدة في عينة براز المريض، ويُجرى باستخدام اختبار المقايسة المناعية الإنزيمية ((EIA) Enzyme immunoassay) واختبار التحليل اللوني المناعي ((ICA) Immunochromatography assay)، الذي يكشف عن الأجسام المضادة متعددة النسيلة أو الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، إلا أنّ الاختبارات التي تعتمد على أساس المقايسة المناعية الإنزيمية هي الأكثر موثوقية، إذ يُعد فحص جرثومة المعدة في البراز من الطرق ذات الحساسية العالية لتشخيص جرثومة المعدة، ويُستخدم في المقام الأول لمراقبة نجاعة العلاج وتأكيد التخلص من العدوى بعد العلاج الاستئصالي، مع إمكانية إجراؤه للكشف عن جرثومة المعدة حتى في حال عدم إجراء التنظير، في المقابل فإنّه من غير المناسب إجراؤه للمرضى الذين يعانون من نزيف في الجهاز الهضمي، بسبب وجود الدم في عينة البراز، ما قد يؤدي إلى نتيجة إيجابية كاذبة.[3][9]

يُكشف عن جرثومة المعدة بواسطة عينة البراز من خلال الاختبارات المناعية (شريط الاختبار) الذي يحتوي على أجسام مضادة لجرثومة المعدة، وعند وضع عينة البراز في المكان المُخصّص لها يمتصها شريط الفحص، وفي حال وجود مستضد جرثومة المعدة في عينة البراز يظهر الشريط المُلون ليُعبر عن النتيجة الإيجابية (Positive) للفحص، وفي حال عدم وجود المستضدات لا يظهر الشريط الملون وتكون النتيجة عندئذ سلبية (Negative).[10]

فحص الزفير باليوريا

فحص زفير اليوريا يُعد أدق تحليل لجرثومة المعدة وهو من أكثر الفحوصات حساسية في تشخيص عدوى جرثومة المعدة، سواءً بالنتيجة الإيجابية أو السلبية، حتى أنه يناسب المرضى الذين خضعوا للعلاج حديثًا لمراقبة نجاعة العلاج الاستئصالي والتأكد من الشفاء، إلّا أنه غير متوفر على نطاق واسع، إذ يُعطى المريض من خلاله مادة اليوريا التي تحمل علامة 13c عن طريق الفم،[6] ويعتمد مبدأ الفحص على استقلاب البكتيريا الحلزونية لليوريا من خلال قدرتها على إنتاج اليورياز، وإطلاق كل من الأمونيا وثاني أكسيد الكربون كنواتج لعملية استقلاب اليوريا، وبعدها ينتشر ثاني أكسيد الكربون المُشع عبر مجرى الدم، ثم يُطرد من خلال عملية التنفس، ويُكشف عن وجود الكربون المشع في الهواء الخارج من زفير أو نفَس المريض، ويُقاس باستخدام أداة معينة.[3][10]

يُعدّ فحص زفير اليوريا من الفحوصات الآمنة لكل من الأطفال والحوامل، إلا أنّه باهظ التكلفة، كما قد يتأثر بتناول بعض الأدوية كمثبطات مضخة البروتون وبعض المضادات الحيوية، لذا يُستحسن التوقف عن تناولها قبل 2 إلى 4 أسابيع من موعد الفحص لتجنب الحصول على نتائج سلبية خاطئة، كما قد يتأثر قليلًا في حال وجود نزيف.[9]

تجدر الإشارة إلى أنّ فحص الزراعة المخبرية (Culture) للكشف عن جرثومة المعدة يُجرى إلى جانب تنظير المعدة، إذ تؤخذ خزعة من الغشاء المخاطي للمعدة باستخدام منظار المعدة ثمّ تُجرى زراعة للخزعة، وغالبًا ما تحتاج النتيجة إلى عدة أسابيع، إذ تشير النتيجة الإيجابية إلى الإصابة بعدوى جرثومة المعدة، كما أنّه بالإمكان تحديد الأنسجة المصابة لذات العينة أو الخزعة من خلال إجراء فحص صبغة الجرام (Gram stain)، أو صبغة جيمزا (Giemsa stain)، أو صبغة أكريدين البرتقالية (Acridine orange stain)، وهو بمثابة معيار ذهبي لتشخيص عدوى جرثومة المعدة،[5][11] وغالبًا ما يلجأ الطبيب إلى التنظير الداخلي (هو إجراء تشخيصي يسمح للطبيب برؤية الأجزاء الداخلية) في حال لم توفر أي من الفحوصات السابقة معلومات كافية للوصول إلى التشخيص الدقيق.[12]

ما دواعي إجراء فحص جرثومة المعدة؟

يُجرى فحص جرثومة المعدة لتشخيص المرضى المصابين بعدوى جرثومة المعدة، كما أنه يُجرى لتشخيص الإصابة بجرثومة المعدة للمرضى المصابين بقرحة المعدة أو الاثني عشر، أو الذين كانوا يُعانون من إحداهما سابقًا ولم يسبق أن أجروا الفحص، أو للحالات التي يحتاج المريض معها لتناول دواء ايبوبروفين (Ibuprofen) أو أي من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAID) الأخرى على المدى الطويل،[5][13] إضافةً إلى عِدة أسباب:

  • مراقبة نجاعة العلاج عقب الخضوع للعلاج وتحرّي الشفاء من العدوى، من خلال إجراء فحص الزفير باليوريا.[6]
  • تحديد ما إذا كانت الأعراض الهضمية التي يشكو منها المريض ناتجة عن عدوى جرثومة المعدة.[12]
  • ظهور أعراض هضمية تتعلق بالتهاب بطانة المعدة الناتج عن التهاب المعدة أو قرحة المعدة،[12] وأبرزها:[2][12]
    • آلام البطن.
    • الشعور بالانتفاخ.
    • الإسهال.
    • الشعور بألم حارق في الجزء العلوي من البطن.
    • انخفاض الشهية للطعام.
    • فقدان الوزن.
    • التقيؤ والغثيان.
    • الشعور بالتعب والضعف الجسدي.
    • خروج البراز باللون الأسود (ممّا قد يدُل على حدوث النزيف).


تجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال المصابين بعدوى جرثومة المعدة قد لا تظهر عليهم أيّ أعراض واضحة، وإن وُجدت فتتمثل بالتقيؤ، والغثيان، وسوء الهضم، وآلام البطن، إضافةً إلى ذلك يوصَى بإجراء فحص جرثومة المعدة للأطفال الذين يعانون من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد (Iron deficiency anemia) غير معروف السبب، أو نقص الصفائح المناعي المزمن (Chronic immune thrombocytopenia)، فغالبًا ما ترتبط عدوى جرثومة المعدة بمثل هذه المضاعفات.[11]

ما هي مخاطر إجراء فحص جرثومة المعدة؟

يرتبط إجراء فحص جرثومة المعدة بالدم بخطرٍ ضئيل جدًا وهو ما قد يشعر به المريض كألم طفيف أو ظهور كدمات أثناء عملية سحب الدم موضع إدخال الإبرة إلا أنها سرعان ما تختفي، أمّا فحص جرثومة المعدة بالبراز وفحص زفير اليوريا فليس لهما أيّ مضاعفات، لكن في حال لجوء الطبيب إلى التنظير فقد يشعر المريض ببعض الانزعاج لحظة إدخال المنظار إلى جانب احتمالية حدوث النزيف في حال أخذ الخزعة.[12]

التحضيرات قبل إجراء فحص جرثومة المعدة

لا يحتاج فحص جرثومة المعدة بالدم إلى الصيام، أمّا فحص جرثومة المعدة بالبراز فعلى المريض إحضار عينة براز حالية، أي أخرجها المريض وقت إجراء الفحص، ويُستحسن أن لا يعاني المريض من إمساك أو إسهال شديد مائي عند تزويد المختبر بالعينة، وفي حال إحضار العينة من المنزل فيجب الحرص على تبريدها ضمن درجات حرارة معينة من 2 إلى 8 مئوية،[5][14] كذلك الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يتعلّق بالأدوية، كالبزموث (Bismuth)، والمضادات الحيوية، وذلك بالتوقف عن تناولها قبل الفحص بأربعة أسابيع، والتوقف عن تناول مثبطات مضخة البروتون قبل إجراء الفحص بأسبوعين، لتجنب الحصول على نتائج سلبية خاطئة، أما فحص زفير اليوريا فعلى المريض تجنب تناول الطعام والشراب والتدخين يوم إجراء الفحص مع السماح بشرب الماء، أمّا الأدوية الأُخرى فيجدر اتباع تعليمات الطبيب إذ قد يؤثر البعض منها في دقة الفحص كما ذُكر سابقًا.[14][15]

وفي حال أُجري فحص الزراعة أثناء خضوع المريض للتنظير الداخلي فيجب التأكد من أنّ المريض لم يخضع للعلاج بالمضادات الحيوية، أو مضادات الحموضة، أو أدوية البزموث لمدة 5 إلى 14 يومًا قبل موعد التنظير.[5]

طريقة إجراء فحص جرثومة المعدة

يُجرى فحص جرثومة المعدة بالدم من خلال عملية سحب الدم الروتيني من المريض،[5] أما فحص البراز فتختلف طريقة إجراء الفحص باختلاف الشركة المُصنعة للفحص، إذ تظهر نتائج فحوصات البراز السريعة في غضون 10 دقائق بعد وضع العينة مباشرة على شريط الفحص، ويُفضل إجراؤه للتأكد من التخلص من العدوى بعد مرور 4 إلى 8 أسابيع من العلاج، أما فحص زفير اليوريا فيتناول المريض فيه مادة معينة تحتوي على اليوريا، وبعد مرور 10 دقائق يبدأ التحرّي عن وجود الكربون المشع في أنفاس المريض،[13][14] ومن خلاله يمكن الكشف عن العدوى النشطة، والتحقق من نجاعة علاج عدوى جرثومة المعدة.[15]


أمّا في حال إجراء فحص زراعة خزعة المعدة أو الاثني عشر فيجب الحرص على ترطيب العينة والحفاظ عليها كذلك بوضعها داخل محلول ملحي معقم، وإرسالها إلى المختبر في غضون 30 دقيقة.[5]

كيفية قراءة نتيجة تحليل جرثومة المعدة

يُشير فحص جرثومة المعدة الإيجابي (Positive) سواءً في الدم أو البراز أو النَفَس إلى وجود عدوى جرثومة المعدة، وتشير النتيجة السلبية (Negative) إلى أنه من الممكن عدم وجود عدوى جرثومة المعدة، وفي حال إجراء أحد الاختبارات المناعية السريعة للبراز فيدُل ظهور خطّين متوازيين على أنّ النتيجة إيجابية (وجود مستضد)، وأنّ ظهور خط واحد هي نتيجة سلبية (عدم وجود المستضد)،[14][15] كذلك اختبار الدم السريع للكشف عن جرثومة المعدة فظهور خطين متوازيين يُشير إلى النتيجة الإيجابية، وحتى في حال كان خط الفحص باهتًا تسجّل بأنها نتيجة إيجابية، وفي حال ظهور خط واحد على جهاز الفحص تكون النتيجة سلبية، أمّا فحص زفير اليوريا فيدُل الكشف عن الكربون المشع في نَفَس المريض على وجود عدوى جرثومة المعدة.[3][8]


تُشير النتائج الإيجابية لفحص جرثومة المعدة بالدم للأجسام المضادة للمستضد (G) (IgG) منخفضة التركيز إلى الإصابة بالعدوى في وقتٍ سابق، وليس بالضرورة أن تكون العدوى نشطة في الوقت الحالي، أما النتائج الإيجابية ذات التركيز العالي فقد ترتبط بإصابة المريض بعدوى جرثومة المعدة في الوقت الحالي (عدوى نشطة)،[6] وأدناه توضيح للمستويات الطبيعية لفحص جرثومة المعدة بالدم:[14]

نوع الأجسام المضادة

المستويات الطبيعية

تفسير النتيجة



الأجسام المضادة للمستضد M

(IgM)

أقل أو يساوي 30 وحدة/ ملليلتر

سلبي

(Negative)

(30.01 - 39.99) وحدة/ ملليلتر

مُشتبه بها أو غير محددة

أكثر أو يساوي 40 وحدة/ ملليلتر

إيجابي

(Positive)


الأجسام المضادة للمستضد G

(IgG)

أقل من 0.75 وحدة/ ملليلتر

سلبي

(Negative)

(0.75 - 0.99) وحدة/ ملليلتر

مُشتبه بها أو غير محددة

أكثر أو يساوي 1 وحدة/ ملليلتر

إيجابي

(Positive)

كتابة: . خولة يونس - الأربعاء ، 15 أيار 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Woolf A, Rose R. (2023). Gastric Ulcer. 2023 Nov 3. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan–. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/30725813/
2.
Marc D. Gellman J. Rick Turner Co-Editor. (2013). Encyclopedia of Behavioral Medicine .
3.
MaryLee. (2017). Basic Skills in INTERPRETING LABORATORY DATA - Sixth Edition .

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية